من المحزن جدا أن تبتلع ذاكرتنا الأقراص المنومة لتنسى عبثا لحظاتنا المجنونة في ليلة البارحة
والليلة التي قبلها والتي قبلها
وتبقى نظرتنا تفترس كأس الحب التي
تدور فوق طاوله تتثاءب
افترقنا ومن يومها قادني الليل المسعور
إلى الوحدة والموسيقى الكئيبة والحقيبة
التي تنتظرني ألملم فيها أوراقي المهترئة
ففي كل ليلة
أقذف برأسي على صدر وسادتي وأسأل عنك نفسي
أيعقل أن أنسى أول لقاء بيننا حين اقتادني إلى صدره ولم يطلق سراحي...
وافترسني صوته عبر أسلاك الهاتف
أصبحت كل ليلة أنتظرك
أن تأتيني كلص رشيق يختلس مني قبلة
فأكون كسماء تمسها أصابع الربيع
لأتلون بقوس قزح
فقد أرهقنا الليل الذي كان ينتظر منا مدفأة من الكلمات
والاعترافات
أرهقنا الليل الذي كان ينتظر شهقة ميلاد واحدة
أرهقنا القلب العاري بانتظار كلمات ناعمة
حتى أصبحت النجوم تتساقط كورق الخريف على كف الماء
فتتسع دائرة الانتظار!
ذهبت أبحث عنك...
سألت عنك شواطئ البحر والأرصفة التي احتضنت
خطواتك سألت عنك المقهى العتيق الذي أدمنت فناجينه شفاهك!
سألت عنك طيور الفجر.. وفراشات الربيع
وأنتظرك... أنتظرك
حتى خرج صوتك من حنجرتي كرذاذ المطر
فلونت شفتي بأحمر شفاه
أشعلت شمعة وذهبت
أكتب على جدران غربتي
لن أكون لرجل سواك...!!